| 0 التعليقات ]

مشروعية المظاهرات

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد؛

لقد كثر التساؤل من كثير من الإخوة المهتمين بشأن المسلمين بموضوع المظاهرات السلمية التي تقوم بغرض نصرة إخواننا المسلمين في شتى بقاع العالم، أو للتصدي للظلم والظالمين.

ومع أن الموضوع بدهي وفطري وشرعي من أول وهلة، إلا أن هناك من حرمها وجرمها ووصف من يقومون بها بالخوارج، وهؤلاء لما كان الإعلام يضيفهم إلى العلم، وجعل لهم جمهورا من عامة الناس يتلقون عنهم ويثقون فيهم دون بحث أو تمحيص، جعلهم ذلك يتمادون في إصدار الفتاوى دون ضابط أو تمييز، مما وسمهم غالبا بقلة العلم وضعف الفهم معا، وهؤلاء المتعالمون لا يقلون خطرا على الأمة من أعدائها الظاهرين؛ لأنهم يسيرون في خط تجريم كل ما فيه حركة أو عمل أو كلمة تتصدى لأعداء الأمة، أو تفضح الأنظمة الفاسدة العميلة، بل يبررون لها أفعالها ومواقفها المخذلة.

أما عن مشروعية المظاهرات السلمية فهي وسيلة واجبة على من استطاع من المسلمين في التصدي للظلم والعدوان والمطالبة بالحقوق، إن لم توجد وسيلة أخرى أقوى وأشد تأثيرا.

وتفصيل ذلك في أمور:
الأمر الأول:
حرية التعبير عن الرأي:


فالإسلام كفل لأهله حرية التعبير عن الرأي، والمطالبة بالحقوق، الدينية والدنيوية، مما يحقق مصالح المسلمين، ويلبي احتياجاتهم؛ بل التعبير عن الرأي يعد من فروض الكفاية التي إن قام بها البعض سقطت عن الباقين، وهذا داخل لا محالة في فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما تحمله من ضوابط وقيود شرعية تؤدي إلى أفضل النتائج دون إحداث ضرر بمصالح المجتمع، أو تَعَدِّ على حدود الشرع، أو تساهل وتفريط فيها.
كما أن هذا من النصيحة الواجبة لحديث تميم بن أوس الداري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الدين النصيحة " قلنا: لمن؟ قال: " لله، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم " .
الأمر الثاني:
نصرة المظلومين:


فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى برفع الظلم وإحقاق الحق وسمى ذلك نصرا " والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون * وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم " .

وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بنصرة إخواننا المظلومين – يشمل ذلك المسلمين في كل بقاع الأرض – فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " انصر أخاك ظالما أو مظلوما " قيل: يا رسول الله! هذا ننصره مظلوما، فكيف أنصره ظالما!؟ قال: " تكفه عن الظلم " .
الأمر الثالث:
التغيير إلى الأفضل:


نحن مأمورون شرعا بالتغيير إلى الأفضل، وعدم الرضا أو السكوت على الفساد والمعاصي والظلم، وإلا أصابنا الله بالخذلان في الدنيا، والنيران في الآخرة؛ فقد جاء في التنزيل: " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون " وقال تعالى: " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وأعلموا أن الله شديد العقاب " .
لذا قال صلى الله عليه وسلم: " إن الناس إذا رأوا منكرا فلم يغيروه، يوشك أن يعمهم الله بعقابه " ، وفي رواية لأبي داود: " إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب " وقال صلى الله عليه وسلم: " ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي يقدرون أن يُغَيِّروا عليهم ولا يغيروا، إلا أصابهم الله بعقاب قبل أن يموتوا " .
وعن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم لتدعنَّه ولا يستجاب لكم " .
الأمر الرابع:
التغيير الجماعي:


لا شك أن الأصل في الدعوة والتغيير إنما يكون بالعمل الجماعي لا بالمجهود الفردي، وهذا معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " ، وفي حديث السفينة قال صلى الله عليه وسلم: " فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجُّوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم " .
الأمر الخامس:
المصالح المرسلة:


إذا اعتبرنا جدلا أن المظاهرات لم يشهد لها الشرع بإبطال ولا باعتبار معين؛ فهي داخلة في المصالح المرسلة؛ حيث تجلب النفع، وتدفع الضر عن المسلمين؛ فالأصل في تكاليف الشريعة أنها ترجع إلى حفظ مقاصدها في الخلق؛ ضرورية كانت أم حاجية، أم تحسينية.
والمطالبة بحقوق المسلمين المغتصبة، ورفع الأذى الواقع عليهم، ورد العدوان عنهم، وتذكيرهم بحقوقهم، وتنبيه الحكام إلى حقوق المواطنين، ودعوتهم للإصلاح، ومحاربة مظاهر الفساد؛ لا شك أن ذلك كله جلب للمنافع ودفع للمضرات، فهو داخل في المصالح المرسلة التي اعتمدها الإمام مالك كثيرا في مذهبه.
وبدون هذه المظاهرات يتأكد عبث الحكومات الظالمة بمقدرات الشعوب، وعدم مبالاتها بتوفير حاجاتهم وضرورياتهم.
كما يتأكد استبداد أعداء الإسلام المحتلين لبلادنا، إذا استنامت الشعوب ولم تنتفض لتحرير بلادها، ومن لا يملك السلاح لقتال المحتلين المغتصبين، فإنه لا يعدم التظاهر وشحذ همم المسلمين في كل مكان حتى تظل قضاياهم حيَّة لا تموت، وحتى تتوفر لهم أسباب النصر والتمكين بإذن الله تعالى.
الأمر السادس:
الوسائل متجددة غير جامدة:


لا تتحقق النصيحة أو النصرة أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتغيير إلى الأفضل إلا بوسائل، والوسائل من قبيل العادات، تختلف من زمان لآخر، ومن مكان لآخر، وللوسائل حكم المقاصد، ولم ينص الشرع على وسائل بعينها في كل الأمور، ولا حرم سواها من الوسائل المستحدثة.
كما أن الوسائل المستحدثة وإن كانت بدعا بالمعنى اللغوي العام، إلا أنها ليست بدعا شرعا ما دامت فرضتها الحاجة ولم تخرج عن مقاصد الشريعة؛ بل هي الوعاء الذي به يُظهر الناسُ التزامهم بأوامر الشرع ونواهيه.
كما سيأتي كيف اعتمد السلف الصالح التواعد على التجمع ضد الخلفاء الفاسدين الظالمين، دون إنكار من أئمة الأمة، بل استحسنوا فعلهم وسردوه في مناقبهم.
وعليه فليست المظاهرات تقليدا أعمى للغرب، فهي ليست في حد ذاتها عبادة، ولكنها أصبحت واجبة لأنها الوسيلة الأقوى لتغيير المنكر ونصرة المظلومين، وقد أعلن الشهيد عبد العزيز الرنتيسي رحمه الله تعالى: أن مظاهرة واحدة تخرج في الإسكندرية لتأييدنا تبث الأمل والفرحة فينا أكثر من عملية استشهادية في قلب تل أبيب.
الأمر السابع:
ضوابط الوسائل:


لا بد في الوسائل من ضوابط تجعلها متفقة مع الشريعة ومقيدة بها غير متضاربة معها أو خارجة عليها، ومن هذه الضوابط:
1-
عدم مخالفة الشرع بأدلته وقواعده الكلية.
2-
أن يكون الهدف الذي قامت من أجله الوسيلة مشروعا غير ممنوع.
3-
ألا يترتب عليها مفسدة أكبر من المصلحة المرجوة؛ لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
4-
إذا اتصفت الوسيلة بهذه المواصفات فإنها تنزل منزلتها من حيث الوجوب أو الاستحباب أو الندب حسب قيمة الهدف الموصلة إليه، والظرف المؤدي إليها، فرب وسيلة تكون واجبة في موقف، لكنها محرمة في غيره.
الأمر الثامن:
فاعلية المظاهرات:


قد يرى البعض أن المظاهرات وسيلة غير فاعلة، فالأولى تركها.
هذه نظرة غير صائبة، بدليل سقوط عدد من الأنظمة المستبدة في العالم عن طريقها، كما أنها أقلقت العيد من النظم الفاسدة؛ لذا تصر على محاربتها وقمعها.
وإنما آتت المظاهرات أكلها ونجحت في العالم الغربي اليوم دون العالم الإسلامي؛ لأنها أصبحت هناك وسيلة مكتسبة بمرور الزمن، والنضال المستمر، والتضحية، وتكاتف فئات المجتمع من علماء وساسة ومهنيين وعمال.
كما أنهم لم يجدوا من رجال الدين الموظفين لدي الحكومات من يُؤْثِرُ لهم الدَّعَةَ والخُمُول، والبعد عن إقلاق النظام، بخاصة من يفسرون المظاهرات على أنها خروج على الحاكم، وكأن الحاكم عندهم نبي مرسل تجب طاعته وإن أمر بالمنكر ونهى عن المعروف، وجند كل وسائله لتبديل شرع الله، وحارب الدعاة، واعتقل العلماء، وباع الوطن، وحالف الأعداء المعلنين الحرب على الإسلام، وخذل إخواننا المستضعفين في كل مكان، ونسوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف " .
كما أن المظاهرات السلمية ليست الوسيلة الوحيدة للتغيير والإصلاح، فهناك وسائل عديدة تربوية، وحركية، معلنة، أوخفية مستحدثة، أو تقليدية، إذا تضافرت جميعا يمكن أن يكون لها التأثير الفعال في زمن قياسي.
والوقت والعمل جزء من العلاج بعدما استغل الأعداء شتى الوسائل الممكنة لتربية الشعوب على السكون والدعة، وإيثار راحة النفس على البذل والتعب لأجل الآخرين، فقد يحتاجون زمنا ليتفاعلوا مع الوسائل العملية الحركية القوية التي تقلق الأنظمة المستبدة؛ بل كانت سببا في سقوطها في عدد من دول العالم.

الأمر التاسع:
المظاهرة في اللغة:


المعاونة. والتظاهر: التعاون. واستظهر به: استعان به. والظهير: العون. وظاهر عليه: أعان. وظهر عليه: قوي عليه وغلبه. وظاهره: عاونه. والمظاهرة من الظهر لأن الظهر موضع قوة الشيء في ذاته.
الأمر العاشر:
المظاهرة اصطلاحا:


معاونة من استنصر بإخوانه من المسلمين لرفع ظلم أو ضرر واقع عليه.
الأمر الحادي عشر:
الأدلة من القرآن الكريم على أن المظاهرة وسيلة مشروعة:


1-
قوله تعالى: " إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير " .
فقوله تعالى: " والملائكة بعد ذلك ظهير " يعني : متظاهرون وأعوان له. وهو بمعنى المظاهرة والنصرة والتأييد.
2-
قوله تعالى عن نبيه موسى عليه السلام: " قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين " .
يعني: لن أكون معينا لمن أدت معاونته إلى جُرْم. وقيل معناه: بما أنعمت علي من القوة أعين أولياءك فلن أستعملها في مظاهرة أعدائك .
3-
قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود " .
واختلف أهل التأويل في (العقود) التي أمر الله جل ثناؤه بالوفاء بها بهذه الآية، بعد إجماع جميعهم على أن معنى (العقود): العهود؛ فقال بعضهم : هي العقود التي كان أهل الجاهلية عاقد بعضهم بعضاً على النصرة والمؤازرة والمظاهرة على من حاول ظلمه أو بغاه سوءاً، وذلك هو معنى (الحلف) الذي كانوا يتعاقدونه بينهم .
4-
قوله تعالى: " فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين " .
قال عبد الله بن عبيد: ما زال النبي صلى الله عليه وسلم مستخفيا حتى نزل قوله تعالى: " فاصدع بما تؤمر " فخرج هو وأصحابه .
الأمر الثاني عشر:
الأدلة من السنة المشرفة:


1-
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه جارا له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم – ثلاث مرات – " اصبر " ثم قال له في الرابعة أو الثالثة: " اطرح متاعك في الطريق " ففعل؛ قال: فجعل الناس يمرون به ويقولون: ما لك؟ فيقول: آذاه جاره فجعلوا يقولون: لعنه الله، فجاءه جاره فقال: رد متاعك، لا والله لا أوذيك أبدا .
وفي رواية فجاء – الذي آذى جاره - إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ما لقيت من الناس؟ فقال: " وما لقيت منهم؟ " قال: يلعنونني، فقال: " لقد لعنك الله قبل الناس " قال: إني لا أعود، فجاء الذي شكاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " ارفع متاعك فقد كُفْيت " .
وفي رواية صحيحة قال: فاجتمع الناس عليه .
ففي هذه الرواية الصحيحة اجتمع الصحابة في الطريق لنصرة أخيهم المظلوم، ولعنة الظالم؛ حيث جعلوا يقولون: اللهم العنه، اللهم اخزه.

2-
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان " .
والحديث استوعب جميع الوسائل الشرعية المتاحة، والمظاهرة من وسائل الإنكار باللسان، كما أنها تضامن بين المسلمين لنصرة المظلوم، فهي بذلك وسيلة قوية جمعت بين الحديثين السابقين؛ حديث أبي هريرة وحديث أبي سعيد الخدري.

3-
الهجرة كانت مظاهرة لنصرة الحق، وكذلك استقبال الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو تفسير قوله تعالى في سورة الأنفال: " وأيدكم بنصره " على الكفار، أو بمظاهرة الأنصار، أو بإمداد الملائكة يوم بدر .
وقد خرج الرجال والنساء والأطفال يوم الهجرة في مظاهرة حاشدة لاستقبال النبي صلى الله عليه وسلم وهم يقولون:
طلع البـدر علينـــا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا مــا دعــا لله داع
قال ابن كثير: وفي الصحيحين بسندهما عن أبي بكر في حديث الهجرة قال: وخرج الناس حين قدمنا المدينة في الطريق وعلى البيوت، والغلمان والخدم يقولون: الله أكبر جاء رسول الله، الله أكبر جاء محمد ... .

4-
لما أشيع أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قد قتلته قريش يوم الحديبية، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة .
فكانت تلك البيعة تشبه التظاهرة لنصرة عثمان رضي الله عنه، مع أنهم لم يخرجوا للجهاد ولا مستعدين له، وإنما خرجوا للطواف بالبيت الحرام.
فإن قيل كانت تلك بيعة للجهاد ضد الكفار الذين أشيع أنهم غدروا بعثمان، قلنا وتلك لنصرة المسلمين في فلسطين أو العراق أو غيرهما ممن تحقق وتيقن أن العدو من الكفار قد غدر ونكل بهم.

5-
في قصة إسلام عمر رضي الله عنه وفيها: فقلت: يا رسول الله ! ألسنا على الحق، إن متنا أو حيينا؟ قال: " بلى " فقلت: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لنخرجن ، فخرجنا في صفين: حمزة في صف، وأنا في صف - له كديد ككديد الطحن - حتى دخلنا المسجد، فلما نظرت إلينا قريش أصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها قط. فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم: الفاروق.
وقال صهيب: لما أسلم عمر رضي الله عنه جلسنا حول البيت حلقاً، فطفنا واستنصفنا ممن غلظ علينا.
وهو معنى قول ابن مسعود: " ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر " .
وهو قوله: " كان إسلام عمر عزا، وهجرته نصرا، وإمارته رحمة. والله ما استطعنا أن نصلي حول البيت ظاهرين حتى أسلم عمر " .

وأثر إسلام عمر هذا قد رواه:
1-
أبو جعفر بن أبي شيبة في تاريخه بسند فيه إسحاق بن أبي فروة عن ابن عباس كما في الإصابة لابن حجر ( 2 / 512 ) وفتح الباري ( 7 / 55 ) .
2-
مسدد من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن علي نحوا منه؛ كما في فتح الباري لابن حجر ( 7 / 56 ) و( 7 / 48 ) .
3-
والبزار من طريق أسلم مولى عمر عن عمر مطولا، كما في الفتح ( 7 / 55 ).
4-
وأبو نعيم في الدلائل ( 1 / 89 ، 80 ).
5-
وأبو نعيم في حلية الأولياء ( 1 / 40 ).
6-
وابن عساكر في تاريخه ( 52 / 25 ).
7-
وأخرجه ابن الجوزي بسنده في كشف المشكل على صحيح البخاري (3 / 83 ) من طريق أبي نعيم الأصبهاني وفيه أيضا إسحاق بن أبي فروة.
8-
كما أن هذا الأثر أورده مُسلِّما به كل من:
أ‌- ابن الجوزي في تاريخ عمر بن الخطاب ( ص 13 ).
ب‌- وابن الجوزي أيضا في صفة الصفوة ( 1 / 272 ، 273 ).
ت‌- والسيوطي في تاريخ الخلفاء.
ث‌- وبدء سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لمحمد بن عبد الوهاب.
ج‌- والمباركفوري في الرحيق المختوم ( ص 126 ) .

أما عن صحة هذا الأثر:

1-
فقد ضعف الذهبي رواية ابن عباس كما في تاريخ الإسلام ( 2 / 45 ) دون أن يبين سبب ضعف، فلعل تضعيفه لوجود إسحاق ابن أبي فروة فقد قال فيه: ( لم أجد من مشاه ) .
2-
وأما إسحاق بن أبي فروة الذي في رواية تاريخ ابن أبي شيبة:
فهو إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة المدني مولى عثمان ( ت: 144هـ )؛ فقد قال فيه البخاري: تركوه، وقال أحمد: لا يكتب حديثه ولا تحل الرواية عنه ونفض يده وضعفه وأنكره.
ومع هذا فليس متفق على تركه؛ فقد روى له الإمام الترمذي وقال: تركه بعض أهل العلم. كما روى له أبو داود في سننه، وهو القائل في رسالته إلى أهل مكة: ( ليس في "كتاب السنن" الذي صنفته عن رجل متروك الحديث شيء، وإذا كان فيه حديث منكر بينت أنه منكر) .
3-
بينما قال ابن حجر عن رواية مسدد: وسنده صحيح، وهو شاهد جيد لحديث ابن عباس لكون مخرجه عن آل علي رضي الله عنهم .

وبتصحيح ابن حجر لهذا الأثر تكون المظاهرات سنة فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم لإعلاء الحق ومواجهة الباطل.

الأمر الثالث عشر:
سيرة السلف الصالح رضي الله عنهم:

1-
في سنة إحدى وثلاثين ومائتين قتل الواثقُ الخليفةُ العباسيُ الإمامَ أحمدَ بن نصر الخزاعي.
و كان أحمد بن نصر هذا من أهل العلم والديانة والعمل الصالح والاجتهاد في الخير، وكان من أئمة السنة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وكان الواثق من أشد الناس في القول بخلق القرآن، يدعو إليه ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً. فقام أحمد بن نصر هذا يدعو إلى الله و إلى الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر والقول بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، في أشياء كثيرة دعا الناس إليها. فاجتمع عليه من الخلائق ألوف كثيرة، وجماعات غزيرة، فلما كان شهر شعبان من هذه السنة انتظمت البيعة لأحمد بن نصر الخزاعي في السِّر على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والخروج على السلطان لبدعته ودعوته إلى القول بخلق القرآن، ولما هو عليه وأمراؤه و حاشيته من المعاصي والفواحش وغيرها، فتواعدوا على أنهم في الليلة الثالثة من شعبان وهي ليلة الجمعة يضرب طبل في الليل فيجتمع الذين بايعوا في مكان اتفقوا عليه، ولكن لخطأ بعض أتباعه انكشف أمرهم جميعا، وقطعت رأس أحمد بن نصر .
وأحمد بن نصر هذا إمام من أئمة أهل السنة والجماعة، وكان من أهل العلم والعمل، وهو تلميذ: الإمام مالك، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وهشيم، ومن تلامذته: أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأخوه يعقوب، ويحيى بن معين، ومحمد بن يوسف الطباع.
ولما ضربت عنقه قالت رأسه: ( لا إله إلا الله ) كما قرأت رأسه وهي معلقة: " الم* أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون " .
ذكره الإمام أحمد بن حنبل يوما فقال: رحمه الله، ما كان أسخاه بنفسه لله، لقد جاد بنفسه له. كما أحسن يحيى بن معين عليه الثناء جدا.
وفي قصة أحمد بن نصر هذه مسألتان:
الأولى: جواز العمل السري والبيعة عليه لأجل إزالة المنكر والتصدي لبدع وظلم الإمام ولو كان خليفة المسلمين. وقد تم منه ذلك دون إنكار أحد من الأئمة الأعلام الذين بايعوه أو عاصروه كأحمد بن حنبل ويحيى بن معين، بل أثنوا عليه وبجلوه، وتُرجم له في كتب الرجال والتاريخ بإمام أهل السنة.
الثانية: جواز التجمع والتواعد عليه لمحاربة المنكر وإزالته والتصدي للظلم، دون إذن الإمام أو الحاكم.
وخبر اتفاقه للخروج والتظاهر ضد الظلم والفساد أورده العلماء في مناقبه رضي الله عنه وأرضاه.

2-
ومن ذلك ما ذكره ابن الجوزي في المنتظم قال في حوادث سنة 464هـ؛ حيث اجتمع الحنابلة في جامع القصر، فأقاموا فيه مستغيثين، وأدخلوا معهم الشيخ أبا إسحاق الشيرازي وأصحابه، وطلبوا قلع المواخير وتتبع المفسدات ومن يبيع النبيذ، وضرب عملة جديدة للتعامل فيما بينهم، حتى استجاب لهم أمير المؤمنين، ووعد بقلع المواخير ومكاتبة عضد الدولة برفعها، والتقدم بضرب دراهم يتعامل بها، فلم يقتنع أقوام منهم بالوعد، وأظهر أبو إسحاق الخروج من البلد فروسل برسالة سكتته .

3-
ومنه ما ذكره ابن الجوزي في المنتظم من اجتماع الناس في يوم الخميس رابع عشر المحرم من سنة ( ) خلق كثير، بعد أن أغلقوا دكاكينهم – يعني: إضراب - وقصـدوا دار الخلافة، وبين أيديهم الدعاة والقراء وهم يلعنون أهل الكرخأي منكرين لبدعة إظهار شتم الصحابة التي وقعت من أهل الكرخ – واجتمعوا وازدحموا على باب الغربة، وتكلموا من غير تحفظ في القول فراسلهم الخليفة ببعض الخدم أننا قد أنكرنا ما أنكرتم ، وتقدمنا بأن لا يقع معاودة، فانصرفوا .

4-
عن محمد بن أبي حرب قال : سألت أبا عبد الله – أحمد بن حنبل - عن الرجل يسمع المنكر في دار بعض جيرانه، قال: يأمره، قلت: فإن لم يقبل؟ قال: تجمع عليه الجيران وتهول عليه .

5-
قال الإمامان أحمد وابن المبارك رحمهما الله " إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ماذا عليه أهل الثغور فإن الحق معهم لأن الله يقول " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين " .
الأمر الرابع عشر:
موقف العلماء المعاصرين منها:


1-
هناك من العلماء المعاصرين من جرم أو منع المظاهرات أيا كانت، كالشيخ عبد العزيز بن باز، وغيره من علماء المملكة.
وهؤلاء بنوا فتواهم على ما قد يصحب المظاهرات من تخريب وتشغيب، واختلاط فاحش، وسب ولعن للحكام.
وآثروا أن ينصح ولاة الأمور سرا دون الجهر أو التشهير بهم.
وعليه فإن سلمت المظاهرات من التخريب والتشغيب والاختلاط والسب، وكان ولاة الأمور ممن لا يعملون على حفظ الدين والحقوق للناس، ولا ينتصحون للحق سرا، ولا يرجعون عن باطلهم، فإن فتوى هؤلاء العلماء متوجهة نحو الإباحة.

فإن كانت المظاهرات ضد اليهود والأمريكان المعتدين على أمة فلا مجال للإنكار، بل التأييد والمشاركة في المظاهرات واجب على كل مستطيع، وتكون المظاهرات وقتها درجة من درجات الجهاد في سبيل الله تعالى.
2-
هناك فريق آخر يرى مشروعية المظاهرات كتعبير عن الرأي وإظهار لنصرة المظلومين حتى تُقضى لهم حقوقهم، في عصر الفساد والاحتلال، ما دامت لا تجر إلى ضرر يكون أشد من الظلم الواقع على الناس.
3-
هناك من العلماء من يشارك بنفسه في المظاهرات بخاصة علماء الأزهر الشريف، وقد تكرر خروجهم متكتلين في المظاهرات مرات عديدة في العصر الحديث، وبخاصة في ثورة 1919، وضد الاحتلال الإنجليزي، وفساد الملك والحكومات المصرية، ومن قبل في مواجهة الاحتلال الفرنسي؛ حيث كانت المظاهرات تخرج من مسجد الأزهر الشريف، ولا نعلم أحد من العلماء حرم ذلك، بل على العكس تماما فقد سردت تلك المظاهرات ضمن مفاخر الأزهر الشريف ومفاخره، ولأن المساجد لها دور كبير في الحياة العامة وتجميع الناس على قلب واحد للتصدي للمنكر؛ فقد سن وزير الأوقاف المصري قانونا يجرم خروج المظاهرات من المساجد، وهذا من البدع الخطيرة التي تحصر دور المسجد في مجرد أداء الصلوات، مما يسير في فلك العلمانية التي تهدف إلى فصل الدين عن الحياة.
الأمر الخامس عشر:
المظاهرات حق دستوري وقانوني:


1-
القانون الدولي لحقوق الإنسان يضمن الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات السلمية.
والحق في حرية التعبير هو حق أساسي ضروري للتمتع بالحقوق الخاصة بحرية الاشتراك في الجمعيات والتجمع السلمي.
وتنص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن: لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود.
والحق في حرية التعبير منصوص عليه أيضا في المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والمادة 9 من الميثاق الأفريقي (بنجول) والمادة 13 من الاتفاقية الأمريكية والمادة 10 من الاتفاقية الأوروبية.
2-
كما تنص المادة 20 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن: لكل شخص حق في حرية الاشتراك في الاجتماعات والجمعيات السلمية.
وتضمن المادة 21 من العهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الحق في التجمع السلمي، كما تحمي المادة 22 حرية تكوين الجمعيات.
وتعلن المادة 11 من الاتفاقية الأوروبية أن: لكل شخص الحق في حرية التجمع السلمي وحرية تكوين الجمعيات مع آخرين.
كما تضمن المادتان 15 و16 من الاتفاقية الأمريكية الحق في التجمع السلمي والحق في حرية تكوين الجمعيات.
3-
ينص كل من العهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والاتفاقية الأوروبية، والاتفاقية الأمريكية، على أنه يجوز للدول فرض قيود قانونية معينة على ممارسة حرية تكوين الجمعيات.
ولغة التقييد المستخدمة في الاتفاقيتين تشبه المادة 22 من العهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي تنص على أنه: لا يجوز أن يوضع من القيود على ممارسة هذا الحق إلا تلك التي ينص عليها القانون وتشكل تدابير ضرورية، في مجتمع ديمقراطي، لصيانة الأمن القومي أو السلامة العامة أو النظام العام، أو حماية الصحة العامة أو الآداب العامة أو حماية حقوق الآخرين وحرياتهم.
4-
و ينص أيضا الميثاق الأفريقي (بنجول) على الحق في حرية الاشتراك في الجمعيات والتجمعات.
5-
والمادة 47 من الدستور المصري تنص على أن: حرية الرأي مكفولة، ولكل إنسان التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو التصوير أو غير ذلك من وسائل التعبير في حدود القانون، والنقد الذاتي والنقد البناء ضمانا لسلامة البناء الوطني.
6-
كما نصت المادة في المادة 54 على: للمواطنين حق الاجتماع الخاص في هدوء وغير حاملين سلاحا دون حاجة إلى إخطار سابق، ولا يجوز لرجال الأمن حضور اجتماعاتهم الخاصة، والاجتماعات العامة والمواكب والتجمعات مباحة في حدود القانون.
خاتمة:


وبَعدُ: فإن الذي نراه بعد هذا العرض أن المظاهرات السلمية التي لا يصحبها تخريب للممتلكات العامة أو الخاصة، ولا سب، ولا تعطيل لمصالح الناس، ولا إعاقة لحركة المرور، ولا اختلاط مفسد بين الجنسين، ولا يترتب عليها منكر أشد مما يُراد إزالته؛ وسيلة واجبة على من استطاع من المسلمين في التصدي للظلم والعدوان والمطالبة بالحقوق لأنها:

أ‌- مصلحة مرسلة، الأمة في حاجة إليها.
ب‌- وسيلة مباحة، لم يأت نص بمنعها.
ت‌- حض عليها القرآن الكريم، وذكرتها السنة المشرفة.
ث‌- اتبعها سلفنا الصالح دون إنكار.
ج‌- أفتى بها أئمة السلف كعبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل.
ح‌- أفتى بها أئمة العصر مثل العلامة يوسف القرضاوي، والشيخ سلمان العودة، وكثير غيرهما.
خ‌- قام علماء وطلاب الأزهر بمظاهرات عديدة على مدى العقود دون نكير، بل كان النكير على من يتخلف عنها.
د‌- فيها إظهار لقوة المظلومين فيخاف الحكام من هدر حقوقهم.
ذ‌- فيها إرعاب للظالمين ليعيدوا المظالم إلى أهلها.
ر‌- فيها نصرة للضعفاء المظلومين وتأكيد معنى الأخوة لله.
ز‌- فيها تذكير للناس بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتصدي للظالمين، في عصر لا تصلحه إلا الإيجابية.
س-فيها إشعال عاطفة الإسلام القوي الذي يحمي الحقوق ويدافع عنها، فتحتفظ الأمة بحيويتها وروحها الوثابة للحق والعدل.
ش-فيها كشف لعلماء السلطان الساكتين على العبث بمقدرات الشريعة، ومحاولة تغييب وعي الأمة عن حقيقة دينها وأحكام شريعتها.
ص-فيها إيقاظ لصورة العدو المغتصب لبلاد المسلمين في أذهانهم حتى يستعدوا للقائه قبل أن يأخذهم على غفلة.
ض-كما أنها حق دستوري وقانوني، مكفول للمواطنين بنصوص القرارات الدولية.

فإذا صاحب هذا كله تعاونٌ من الجهات الحكومية المختصة، ووفرت الوسائل والطرق والأماكن المناسبة لإقامة المظاهرات، وقامت بحراستها، وحمايتها من بعض الفئات التي لها مصلحة في الإثارة والتخريب وتهديد السلم الاجتماعي؛ وقتها تؤتي المظاهرات أكلها، وتكون مؤثرة بشكل يليق وحضارة أمتنا الإسلامية العريقة.

هذا والله تعالى أعلى وأعلم؛

وكتب العبد الفقير إلى ربه القدير
السيد سليمان نور الله

-
رواه أبو داود وابن حبان.
-
سورة الشورى الآيات 39 : 42.
-
رواه أحمد والبخاري والترمذي وابن حبان.
-
سورة هود آية 113.
-
سورة الأنفال آية 25.
-
رواه أحمد والترمذي وصححه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
-
رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن حبان عن جرير رضي الله عنه.
-
رواه الترمذي.
-
سورة الأعراف لآية : 181.
-
رواه البخاري عن النعمان بن بشير.
-
رواه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وآخرون عن علي بن أبي طالب، وللحديث ألفاظ عديدة منها " لا طاعة لبشر في معصية الله جل وعلا " رواه ابن حبان
-
سورة التحريم الآية: 4.
-
سورة القصص الآية: 17.
-
انظر تفسير البيضاوي.
-
سورة المائدة الآية: 1.
-
انظر تفسير الطبري.
-
سورة الحجر آية : 94.
-
تفسير القرطبي.
-
حديث صحيح عن أبي هريرة، رواه أبو داود ( 5153 ) وابن حبان ( 520 ) واللفظ له. وفي رواية أبي جحيفة قال: " لعنة الله فوق لعنته ".
-
رواه البزار بإسناد حسن.
-
رواه البخاري في الأدب المفرد.
-
رواه أحمد ومسلم والترمذي والنسائي.
-
سورة الأنفال الآية: 26.
-
راجع تفسير الآية من سورة الأنفال من تفسير البيضاوي.
-
الرياض النضرة ( 1 / 480 ) وقال على شرط الشيخين.
-
صفوة السيرة النبوية لابن كثير ( 2 / 138 ).
-
تاريخ الطبري ( 2 / 632 ).
-
رواه البخاري في صحيحه كتاب فضائل الصحابة – باب مناقب عمر بن الخطاب- رقم: 3684.
-
قال ابن حجر: رواه ابن أبي شيبة والطبراني.
-
طبعة دار التقوى – القاهرة.
-
ط جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
-
ط1 دار الحديث القاهرة 1420 هـ - 2000 م.
-
ثم لك أن تعجب من أن أحدهم خرج على إحدى القنوات الفضائية، وقال: إن هذا الأثر لم يرد!!!؟؟؟.
-
ميزان الاعتدال للذهبي ( 1 / 193 ).
-
رسالة الإمام أبي داود السجستاني إلى أهل مكة في وصف سننه ( ص 33 ) اعتنى بها عبد الفتاح أبو غدة ط1 دار البشائر الإسلامية 1417هـ - 1997 م.
-
فتح الباري ( 7 / 48 ) من طبعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
-
راجع تفاصيل القصة في البداية والنهاية لابن كثير ( 10 / 750 ) وكذلك الكامل في التاريخ لابن الأثير، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي، وتاريخ ابن خلدون في أحداث سنة 231 هـ.
-
أول سورة العنكبوت.
-
المنتظم لابن الجوزي ( 16 / 139 ).
-
المنتظم لابن الجوزي ( 16 / 94 ).
-
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للخلال ( ص 50 ).
-
سورة العنكبوت الآية: 69. وانظر مجموع فتاوى ابن تيمية ( 28 / 442 ).

0 التعليقات

إرسال تعليق