| 0 التعليقات ]


الموقع: شبكة "إسلام أون لاين.نت"
عنوان الفتوى :هل الإضراب عن الطعام انتحار ؟
نص السؤال :نطالع كثيرا في الجرائد اليومية ، أن بعض الناس يضربون عن الطعام ، احتجاجا على أمر ما ، فهل هذا جائز في الإسلام، وما حكم المضرب عن الطعام إن مات بسبب الإضراب، وهل يجوز للأسير أن يضرب عن الطعام حتى الموت؟
اسم المفتي :مجموعة من المفتين
نص الإجابة :،بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فالإضراب عن الطعام جائز، خاصة إن كان له غرض مشروع، كأن يكون نكاية في الظالمين ، ولكن لا يجوز أن يستمر في الإضراب حتى الموت وإلاّ أصبح نوعا من الانتحار، وهو محرم بنص الكتاب والسنة .

يقول الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي عندما سئل عن إضراب الأسير :

لا بأس للأسير باللجوء إلى هذا الإضراب،مادام يرى أنه الوسيلة الفعالة والأكثر تأثيرا لدى الآسرين، وأنه الأسلوب الذي يغيظ الاحتلال وأهله، وكل ما يغيظ الكفار فهو ممدوح شرعا، كما قال تعالى في مدح الصحابة{يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} الفتح: 29 وقال في شأن المجاهدين:{ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار،ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح}التوبة:120.

فإذا كان هذا الأسلوب يغيظ الكفار، ويسمع صوت الأسرى المظلومين والمهضومين والمنسيين إلى العالم، ويحيي قضيتهم، ويساعدهم على نيل حقوقهم، فهو أمر مشروع، بل محمود، بشرط ألا ينتهي إلى الهلاك والموت، فالمسلم هنا يتحمل ويصبر إلى آخر ما يمكنه من الصبر والاحتمال، حتى إذا أشرف على الهلاك بالفعل،قبل أن يأكل، وأن ينجي نفسه من الموت. فإن نفسه ليست ملكا له، وقد قال تعالى:{ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} النساء:29.
اتتهى كلام الشيخ

والانتحار حرامٌ، لعموم قوله تعالى في تحريم قتل النفس: ( ولا تَقْتُلوا أَنفسَكم إنَّ اللهَ كانَ بكمْ رحيماً ) النساء 29 ، والانتحار من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله تعالى ويقع على فاعله وزْرٌ أعظم من وزر الذي يقتل غيره دون حقٍّ حتى قال بعض الفقهاء فيه : المنتحر لا يُغَسَّل ولا يصلَّى عليه ، وقيل لا تُقبل توبتُهُ تغليظاً عليه ، ويدلُّ ظاهرُ بعض الأحاديث على خلود المنتحر في النار ، ومنها قول النبيِّ – صلى الله عليه وسلم - : ( مَنْ تَرَدَّى من جبلٍ فقتلَ نفسَهُ فهو في نارِ جهنَّم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَنْ تَحَسَّى سُمَّاً فَقَتَلَ نفسَه فَسُمُّهُ في يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ في نـار جَهَنَّمَ خالداً مُخَلَّداً فيها أبداً ، ومَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بحديدةٍ فحديدَتُهُ في يَدِهِ يَجَأ بها في بَطْنِهِ في نار جَهَنَّمَ خالداً مُخَلَّداً فيها أبداً ) متفق عليه .أ.هـ
ويقول فضيلة الشيخ عطية صقر من كبار علماء الأزهر : من مات بهذا الإضراب يكون مُنْتَحِرًا، والانتحار من كبائر الذنوب، فإن استحلَّه كان كافرًا، لا يُغَسَّل ولا يُصَلَّى عليه ولا يُدْفٍن في مقابر المسلمين.

وجاء في أحكام القرآن للجصاص : من امتنع عن المباح كالطعام والشراب حتى مات كان قاتلاً لنفسه متلفاً لها. أ.هـ

0 التعليقات

إرسال تعليق